جماعة التبليغ والدعوة - ما لها وما عليها
جماعة التبليغ من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر
ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء ، وعليها ملاحظات ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي
مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به
ففي المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد
وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء
السؤال :
ما حكم الجماعات التي تقضي أربعة أشهر وأربعين يوماً في مختلف أنحاء العالم
لدعوة المسلمين إلى واجباتهم الدينية ؟
الجواب :
الحمد لله
" جماعة التبليغ " من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر
ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء ، وعليها ملاحظات ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي
مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به
ففي المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد
وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء ، فمن أخطائهم :
1. عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة ، وذلك واضح في تعدد عقائد أفرادها بل بعض قادتها .
2. عدم اهتمامهم بالعلم الشرعي .
3. تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى
ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها " الخروج للدعوة "
وكذا الآيات التي فيها لفظ " الخروج " ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة .
4. جعلهم الترتيب الذي يحددونه في الخروج متعبَّداً به
فراحوا يستدلون بالآيات القرآنية ويجعلون المقصود منها ما يحددونه من أيام وأشهر
ولم يقتصر الأمر على مجرد الترتيب بل ظل بينهم شائعاً منتشراً مع تعدد البيئات وتغير البلدان واختلاف الأشخاص .
5. وقوعهم في بعض المخالفات الشرعية من نحو جعلهم رجلاً منهم يدعو أثناء خروج الجماعة للدعوة إلى الله
ويعلقون نجاحهم وفشلهم على صدق هذا الداعي والقبول منه .
6. انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم ، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله .
7. عدم كلامهم عن " المنكرات " ، ظناً منهم أن الأمر بالمعروف يغني عنه
ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن شعار هذه الأمة – وهم يرددونه باستمرار –
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران / 104
فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من يأتي بأحدهما .
8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره –
بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون - ووقوعه في الرياء
فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا .
9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم
مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجباً على أناس دون غيرهم .
10. جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث
وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء على الشرع
فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية
وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين أو المهتدين حديثاً
11. تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في جواب السؤال رقم ( 3043 ) .
لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفيدهم ويصحح الأخطاء التي تقع منهم .
ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية
بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق الكتاب والسنة .
وهذه فتاوى بعض العلماء في " جماعة التبليغ " :-
1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز :
فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة
فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنّة والجماعة
حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم
وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنَّة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 331 ) .
2. قال الشيخ صالح الفوزان :-
الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن
الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو ، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم يرد عن السلف .
وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته
بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين يوماً أو أقل أو أكثر.
وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم ، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل
قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة }
أي : على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه
ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات الإنكار وكيفيته .
والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام
هذا من خرافات الصوفية الضالة ، لأن العمل بدون علم ضلال ، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ .
من كتاب " ثلاث محاضرات في العلم والدعوة " .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
فتوى حول الجلوس مع جماعة التبليغ والخروج معهم
السؤال :
هل يجوز الجلوس مع جماعة التبليغ من أجل الفائدة والذكر فقط ؟
هل يجوز الجلوس مع جماعة التبليغ من أجل الفائدة والذكر فقط ؟
الجواب :
الحمد لله
جماعة التبليغ إحدى الجماعات الدعوية التي تسعى لنشر الإسلام والدعوة إليه
ولها دور محمود في دعوة العصاة والمنحرفين مع بذل الوقت والمال وتحمل مشاق السفر والتجوال وغير ذلك
ونظرا لما ينقل عن بعض مشايخ هذه الجماعة ومؤسسيها من بعض الأفكار الخاطئة والعقائد المرفوضة
أفتى جماعة من أهل العلم بأنه لا يخرج معهم إلا طلبة العلم ، بغرض تعليمهم وإرشادهم .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي :
خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان ، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور
وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة فما رأيكم في صلاتي وهل أعيدها ؟
وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن ؟
فأجاب رحمه الله :
جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة
فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة
حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم
وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة . رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه
( مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 8/331 )
وإذا كان الموجودون عندكم من هذه الجماعة معروفين بالعقيدة الصحيحة والعلم
فلا حرج عليك في التعاون معهم ، والحضور في مجالسهم .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
نحن سكان في البادية منا من هو مستقر في هجرة ومنا من هو يتبع حلاله
ويأتينا جماعة الدعوة للتبليغ منهم من نعرفه شخصيا ونثق بصدق نيته إلا أنهم ليسوا علماء ومنهم علماء
ويدعوننا للخروج للهجر التي حولنا ويحددون لذلك أياماً وأسابيع وأشهراً
مع ملاحظتنا أن حلق الذكر التي تعمل عندنا ليس عليها أي اشتباه
هل يجوز الاستماع لهم أو الخروج معهم للهجر المجاورة أو خارج المملكة ؟
فأجاب رحمه الله :
إذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الطيبة والعلم والفضل وحسن السيرة
فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة إلى الله سبحانه والتعليم والنصيحة
لقول الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله ". وفق الله الجميع
( مجموع فتاوى الشيخ 9/307 )
والله اعلم .
الإسلام سؤال وجواب
0 comments:
Post a Comment