روائع رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى دين الله
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسائله إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى دين الله
فكانت الرسائل إلى ملوك عمان وهرقل والمقوقس والنجاشي وكسرى ونصارى نجران ويهود خيبر
رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملوك عمان
كتب إلى ملك عُمَانَ كتابًا وبعثه مع عمرو بن العاص :
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى جَيْفَرٍ وَعَبْدٍ ابْنَيِ الْجُلَنْدَى ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِنِّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ؛ أَسْلِمَا تَسْلَمَا
فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً؛ لأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا، وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ
فَإِنَّكُمَا إنْ أَقْرَرْتُمَا بِالإِسْلاَمِ وَلَّيْتُكُمَا
وَإِنْ أَبَيْتُمَا أَنْ تُقِرَّا بِالإِسْلاَمِ فَإِنَّ مُلْكَكُمَا زَائِلٌ عَنْكُمَا ، وَخَيْلِي تَحُلُّ بِسَاحَتِكُمَا، وَتَظْهَرُ نُبُوَّتِي عَلَى مُلْكِكُمَا "
وكتب أبيُّ بن كعب وختم رسول الله الكتاب [1] .
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ؛ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ [2]
وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) [ آل عمران : 64 ] " [3]
"سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ،
فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ؛ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْقِبْطِ،
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا
وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) [ آل عمران : 64 ] " [4]
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي كتابًا وأرسله مع عمرو بن أمية الضَّمْرِيِّ ، فيه :
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إلَى النَّجَاشِيِّ مَلِكِ الْحَبَشَةِ
أَسْلِمْ أَنْتَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إلَيْك اللَّهَ ، الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ ، الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ ، السَّلاَمَ الْمُؤْمِنَ الْمُهَيْمِنَ
وَأَشْهَدُ أَنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رُوحُ اللَّهِ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ الْبَتُولِ [5] فَحَمَلَتْ بِهِ
فَخَلَقَهُ مِنْ رُوحِهِ وَنَفَخَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَالْمُوَالاَةِ عَلَى طَاعَتِهِ
وَأَنْ تَتَّبِعَنِي وَتُؤْمِنَ بِاَلَّذِي جَاءَنِي ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ وَجُنُودَكَ إلَى اللَّهِ
وَقَدْ بَلَّغْتُ وَنَصَحْتُ، فَاقْبَلُوا نَصِيحَتِي، وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى " [6]
" مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ
أَنْ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، مَنْ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قَبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَلَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ " [7]
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هَذَا مَا كَتَبَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ رَسُولُ اللَّهِ لأَهْلِ نَجْرَانَ - إِذْ كَانَ لَهُ حُكْمُهُ عَلَيْهِمْ -
أَنَّ فِي كُلِّ سَوْدَاءَ وَصَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ وَحَمْرَاءَ وَثَمَرَةٍ وَرَقِيقٍ أَلْفَيْ حُلَّةٍ
وَفِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفَ حُلَّةٍ ، وَفِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفَ حُلَّةٍ
عَلَى أَنْ لا يُحْشَرُوا وَلا يُعْشَرُوا ، وَلا يَأْكُلُوا الرِّبَا ، فَمَنْ أَكَلَ مِنْهُمُ الرِّبَا فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ " [8]
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَاحِبِ مُوسَى وَأَخِيهِ ، وَالْمُصَدِّقِ لِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى :
أَلاَ إنَّ اللَّهَ قَدْ قَالَ لَكُمْ يَا مَعْشَرَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ
وَإِنَّكُمْ لِتَجِدُونِ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) [ الفتح : 29 ] الآية
وَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ بِاَللَّهِ ، وَأَنْشُدُكُمْ بِمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ ، وَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَطْعَمَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ أَسْبَاطِكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
وَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَيْبَسَ الْبَحْرَ لآبَائِكُمْ، حَتَّى أَنْجَاهُمْ مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
إلاَّ أَخْبَرْتُمُونِي : هَلْ تَجِدُونَ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِمُحَمَّدِ ؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ فَلاَ كُرْهَ عَلَيْكُمْ ؛ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ، فَأَدْعُوكُمْ إلَى اللَّهِ وَإِلَى نَبِيِّهِ " [9]
[1] ابن القيم : زاد المعاد 3/605 ، وابن سيد الناس : عيون الأثر 2/334
[2] كانوا يقولون للمجوسي أَريسيٌّ ، نسبوهم إِلى الأريس وهو الأَكَّار
أي : فعليك إثم الإِرِّيسيين الذين هم داخلون في طاعتك ويجيبونك إذا دعوتهم ، ثم لم تَدْعُهُم إلى الإسلام
ولو دعوتهم لأَجابوك فعليك إثمهم . انظر : ابن منظور: اللسان ، مادة أرس 6/4
وقيل : ( الإريسيين ) هم أتباع ( أريوس ) المصري
وهو مؤسس فرقة مسيحية كان لها دور كبير في تاريخ العقائد المسيحية والإصلاح الديني
وقد شغلت الدولة البيزنطية والكنيسة المسيحية زمنًا طويلاً ، و( أريوس ) هو الذي نادى بالتوحيد
والتمييز بين الخالق والمخلوق والأب والابن على حد تعبير المسيحيين لعدة قرون
أبو الحسن الندوي : السيرة النبوية ص 304 ، 305
[3] البخاري : كتاب الجهاد والسير
باب دعاء النبي إلى الإسلام والنبوة وأن لا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله ، (2782)
[4] أبو الربيع الأندلسي : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء 2/313
وابن سيد الناس : عيون الأثر 2/331 ، وابن القيم : زاد المعاد 3/600
[5] البتول من النساء : العذراء المنقطعة من الأزواج
ويقال : هي المنقطعة إلى الله عن الدنيا . انظر: ابن منظور : اللسان ، مادة بتل 11/42
[6] الزيلعي : نصب الراية 4/500 ، والحاكم : المستدرك (4244)
[7] الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 1/132، والمتقي الهندي : كنز العمال (11302)
[8] الزيلعي : نصب الراية 2/195 ، وابن القيم : زاد المعاد 3/549 ، وابن كثير : البداية والنهاية 5/66
[9] السهيلي : الروض الأنف 2/402 ، وابن كثير : البداية والنهاية 2/396 والمتقي الهندي : كنز العمال (30131)
0 comments:
Post a Comment