a

خطوات دعوية -3- حكم الدعوة إلى الله عزوجل

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

يقول شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى :-


الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على حالين . إحداهما : فرض عين والثانية : فرض كفاية

فهي فرض عين عند عدم وجود من يقوم باللازم ، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إذا كنت في بلدة أو قبيلة أو منطقة من المناطق ليس فيها من يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

وأنت عندك علم فإنه يجب عليك عيناُ أن تقوم بالدعوة وترشد الناس إلى حق الله

وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر

أما إذا وجد من يقوم بالدعوة ويبلغ الناس ويرشدهم فإنها تكون في حق الباقين العارفين بالشرع سُنة لا فرضاً

ثم يبن الشيخ رحمه الله حكم الدعوة في عصرنا الراهن فيقول :

ونظراً لانتشار الدعوة إلى المبادئ الهدّامة وإلى الإلحاد وإنكار رب العباد وإنكار الرسالات وإنكار الآخرة

وانتشار الدعوة النصرانية في كثير من البلدان وغير ذلك من الدعوات المضللة نظرأ إلى ذلك

فإن الدعوة إلى الله عزوجل اليوم أصبحت فرضاً عاماً واجباً على جميع العلماء

وعلى جميع الحكام الذين يدينون بالإسلام  ، فرض عليهم أن يبلغوا دين الله حسب الطاقة والإمكان بالكتابة

والخطابة والإذاعة وبكل وسيلة استطاعوا وألا يتقاعسوا عن ذلك

فإن الحاجة بل الضرورة ماسة اليوم إلى التعاون والاشتراك والتكاتف في هذا الأمر العظيم أكثر من قبل ذلك

لأن أعداء الله قد تكاتفوا وتعاونوا بكل وسيلة للصد عن سبيل الله  والتشكيك في دينه

ودعوة الناس إلى مايخرجهم من دين الله عزوجل ...

حكم الدعوة إلى الله عزوجل

وإننا لنجد عند الكثيرين فهم مغلوط مقلوب

لقوله تعالى : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) ( سورة المائدة )

فنرى عندهم سلبية قاتلة قد خشي منها الصديق رضي الله عنه فقد قام في الناس رضي الله عنه خطيباً

ليوضح لهم المعنى الصحيح لهذه الآية الكريمة فاثنى عليه سبحانه وتعالى ، ثم قال :

أيها الناس ، إنكم تقرؤون هذه الآية:وإنكم تضعونها في غير موضعها

وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( أن الناس إذا رأوا المنكر ولايغيّرونه يوشك الله عزوجل أن يعمَّهم بعقابه )

( وقال عليه الصلاة والسلام : من علم علماً فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار ) حسن صحيح

وفي رواية صحيحة اخرى ،،،

( قال : إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) أبوداود والترمذي

فالواجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب استطاعته وقدرته

فإن لم يستجب الناس في هذه الحالة فلاضير يلحقه من تقصير غيره لأنه حينئذ يكون قد أدى الواجب الذي عليه

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون تارة بالقلب وتارة باللسان وتارة باليد

فأما القلب فيجب بكل الأحوال والأوقات إذ لاضرر في فعله ومن لم يفعله فليس بمؤمن

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )

( رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ( 1/69) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه )

وقال : وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل .

( رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/69، 70) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه )

وقيل لابن مسعود رضي الله عنه : من ميتُ  الأحياء ؟

فقال :  الذي لايعرف معروفاً ولاينكر منكراً

وهنا يغلط فريقان من الناس :

- فريق يترك مايجب من الأمر والنهي تأويلاً لهذه الآية 

( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لايضركم من ضلّ إذا اهتديتم ) ( المائدة )

والفريق الثاني : من يريد ان يأمر بلسانه أو بيده مطلقاً

من غير فقه وحلم وصبر ونظر فيما يصلح من ذلك ومالايصلح ومايقدر عليه ومالايقدر

فلنكن أهلاً لهذه الأمانة الكبيرة ولنتحرك جميعاً كل بحسب طاقاته وقدراته

فشتان شتان ،،،

بين زهرة حية تنشر أريجها وتطيب المكان بريحها وعبيرها وبين زهرة لاتحمل من عالم الزهور إلا اسمها !!

فهيا نتحرك جميعاً للدعوة إلى الله تعالى في الليل والنهار وفي كل مكان

فنحن سفينة واحدة إن نجت نجونا جميعاً وإن غرقت غرقنا جميعاً

كما في حديث النعمان بن البشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها

فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم

فقالوا : لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا

فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )  البخاري

إنتهى ،،،

----------------------------------------------------------

قراءة الموضوع التــالى  : > > >  أصول الدعوة ( 1 )

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

0 comments:

Post a Comment