خطوات دعوية -24- عقبات تعيق الداعية -2- عقبة التوبة
ذكرنا في الموضوع السابق أولى العقبات التي تواجه الداعية وهي قلة العلم
واليوم نتحدث عن العقبة الثانية التي تعيق الداعية في طريقة ألا وهي عقبة التوبة
فالداعية الذي لا يتوب إلى الله تعالى حق التوبة : لا يــٌوفق بدعوته + ولا تقبل دعوته
فمن ثمرات التوبة ( التوفيق في العبادة + القبول من الله تعالى )
والتوبة التي نقصدها هي التوبة النصوح التي اكتملت شرائطها وأركانها
ومن مقدمات التوبة :
1- ذكر قبح الذنوب
2- ذكر شدة عقوبة الله عزوجل وأليم سخطه وغضبه
3- ذكر ضعف التائب وقلة حيلته
فالذي لا يحتمل حر شمس ولا لطمة شرطي ولا قرص نملة لن يحتمل حر نار جهنم
وضرب مقامع الزبانية ولسع حيات كأعناق البُخت وعقارب كالبغال خلقت من نار في دار الغضب والبوار
نعوذ بالله ثم نعوذ بالله من سخطه وعذابه
وإن من أهم شروط التوبة ( الندم ) على ما فرط في جنب الله تعالى من ذنوب
فربما وسوس لنا الشيطان أنه لا فائدة من توبتي لأني أعاود الذنب مرات ومرات
وهذا من كيد الشيطان فعسى أن يقدر الله تعالى موتنا قبل معاودة الذنب ، فعلينا بالعزم والصدق
أنواع الذنوب :
1- ترك واجبات : ( كالصوم والصلاة والحج والزكاة )
2- ذنوب بين العبد والرب سبحانه وتعالى : ( كشرب الخمر ، وضرب المزامير وأكل الربا ... )
3- ذنوب بين العبد والعباد : وهذه أصعبها
فقد تكون بالمال فيجب علينا أن نرده وفي حالة العجز والفقر فنطلب السماح ممن أسأنا معهم من العباد
وممكن تكون في النفس أو في العرض والحرمة في الدين
فلنحرص على تجنب الوقوع في عقبة التوبة حتى لا نحرم التوفيق والقبول من الله تعالى
ولنذكر دائماً أن الله تعالى يحب التوابين ، قال تعالى ( إنَّ الله يحبُّ التوابين ويحبُّ المتطهرين )
هؤلاء هم الداعاة الصالحون ، الذين يواظبون على التوبة ويطهرون قلوبهم ونفوسهم من أدرانها
بالندم والإقلاع عن الذنب وعدم الرجوع إليه
فالذنوب تورث القلب القسوة والعين جموداً فهو شؤم على المؤمن المحب لله يعرفه ( الذنب )
من قسوة قلبه وعدم ذرف الدمع على ندمه
فعلينا أن نحرر رقبتنا نحن الدعاة ( عفى الباري عنا ) من هذا الشؤم ( الأوزار )
ولانأمن قسوة القلب ونتأمل أنفسنا
فقد قال بعض الصالحين :
إن سواد القلب من الذنوب وعلامة سواد القلب ألا تجد للذنوب مفزعاً ولا للطاعة موقعاً ولا للموعظة منجعاً
ولا تستحقرنَّ من الذنوب شيئاً فتحسب نفسك تائباً وأنت مصر على الكبائر
قال بعض أهل السلف : أذنبت ذنباً فانا أبكي عليه منذ أربعين سنة
فقيل له : ما هو ؟!!
قال : زارني أخ لي في الله فاشتريت له سمكاً فأكل ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسلت بها يدي
فلنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب ولنسارع إلى التوبة حتى نوفق في دعوتنا ونُقبل عند الله تعالى
فلقد أحسن من قال : يخاف على نفسه من يتوب فكيف ترى حال من لا يتوب
فإن تبتَ ثم انقضت التوبة وعدت إلى الذنب فعدْ إلى التوبة مبادرة مرة ثانية ولا تيأس من رحمة الله
وقل لنفسك : لعلي أموت قبل أن أعود إلى الذنب
اللهم اجعلنا من التوابين المتطهرين من الذنب ..
0 comments:
Post a Comment