a

قصة المورسيكي الأخير - ج5

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

قصة المورسيكي الأخير - ج5

أنا قد اخذت احتياطاتي منذ زمان !!

أنا أعمل خادماً عند النبيل موريل دي لوركا ، وهو أحد رجال محاكم التفتيش وأحد خدم الكنيسة المخلصين !

الحقيقة أن سيدي كان أبعد ما يكون عن التدين ، ان عمله مع دواوين التفتيش له أغراض دنيوية بحتة !

مثله مثل الكثير من النبلاء في هذا الزمان اختار هذا الطريق لتصفية حسابه مع خصومه

أو لعقاب عبيده بلا رادع ، أو لجباية الضرائب أو حتى للفجور بالنساء !

أذكر يوم شاهد سيدي موريل ، هذه المرأة البديعة في الطريق ، الحق أنها كانت حسناء بحق

ولحظة رأيته ينظر إليها شعرت بالبؤس من أجلها ، هذه النظرة ستحيل حياتها جحيما ومن الأن !!

قال لي دون أن يرفع عينيه من عليها :

( أوه يا عزيزي لوشيوس – اسمي الإسباني – بحق السماء أليست بديعة الحسن ؟ )


فقلت متزلفا ومنافقا : ( بلى يا سيدي ) .. فأمرني بالنزول إليها وأمرها بالقدوم إليه ..

جئتها وطلبت منها أن تمثل بين يدي النبيل موريل دي لوركا ، فأتت إليه مسرعة وقالت سيدي

لم يطل الرجل طويلا وصارحها بما يريده منها فوقفت المرأة ورفضت !

وفي الليلة التالية لأتى لأقبية القصر عند سيدي رجل ذاهل ، يدخل الأقبية المخيفة ليتم استنطاقه بكل الطرق !

صرخ حتى كاد يطير عقلي ، المخيف في الأمر اني رأيت زوجته واقفة موثقة تبكي بحرارة وتشير لسيدي الواقف

ليأمرهم بفك وثاقتها ، هي نفسها نفس المرأة الجميلة التي أبت أن تجيب سيدي إلى طلبه صباحا !

فأقبلت إليه تقبل رجليه وهو يركلها في اشمئزاز ويقول لها في ازدراء :

كان من الأسهل لك ولبيتك أن تطيعيني ثم أمرها بالتهئ له !

ورحل زوجها اليوم التالي وقد خرس إلى الأبد ، ومنذ ذلك الحين وهذه المرأة تأتي إلينا في انتظام !

قد تقول لي ولماذا وأنت المسلم تقبل بذلك ؟ ولماذا ترضى بخدمه هؤلاء الجبابرة ؟

لماذا لم تساعد اخوانك وهم يرسفون في القيود ، واخواتك وقد عبث بعفافهن العابثون !

لن أدافع عن نفسي طويلا انما هي فتنة عمت وخوف طم

لم أدع البطولة يوما ، أرجوك لا تنظر لي هذه النظرة ، لست أسوأ ممن باع بلنسيه مقابل حفنة من الفضة ،،

لست خيراً ممن باع دينه وعرضه ليحصل على ملك ما أسرع ما زال عنه ،،،

لست أسوأ من فقهاء السلاطين الذين أحلوا حرام وحرموا الحلال إرضاء لشهوات الطغاة !

وفوق كل ذلك خوفي على نفسي وأسرتي كان يكبلني ..

التفكير في مصيرهم كان يقض مضجعي !

ربما يكون هناك أمل لو سكت ..

أما لو تكلمت ستؤخذ المرأة ويزوجونها قهراً والأولاد سيسلمون للكنيسة تسليماً ويضيع دينهم

بقائهم على الكفر تحت ذراعي ربما كان خيراً لهم !!

إن وجدت فرجة أعلمهم بها دينهم حين يكبرون كما فعل ابائي واجدادي معنا !

اليوم أمر على المسجد الكبير في قرطبة الذي صار كنيسة ، اكفكف عبرة تنازحني

ويجول في خاطري أبيات أبي البقاء الرندي :

تبكي الحنفيةُ البيضاءُ من أسفٍ  * * *  كما بكى لفراقِ الإلف هيمانُ

على ديارِ من الإسلامِ خاليةٌ  * * *  قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ

حيث المساجدُ صارت كنائس * * *  ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ  * * *  حتى المنابرُ تبكي وهي عيدانُ


يا للبصيرة النافذه !


أحقا لم يعش أبي البقاء بيننا ؟

أحقا لم يعش مصيبتنا ويرى فجيعتنا ؟

كيف يصف مشاعرنا وكأنه يراها رأي العين ؟

انه يصف أدق مشاعري هذه اللحظة !

أترى ماذا فعل أجدادي حين سمعوا هذه الأبيات ؟

هل استسخفوها ؟ أم استقلوها

هل سائتهم أم أرعبتهم ؟

هل أعجبتهم أم أضجرتهم ؟

أصرفتهم عن الزراعة والمال إلى الجهاد في سبيل الله ؟

أم ما زادتهم إلا نفورا ً ؟


***

أمر الأن على السوق ..

وصديقي يلقاني فيقول لي أن رودريجز المحظوظ ظفر بحسناء مسلمة تباع ، وزوجها يباع هو الأخر !

أدخل السوق لأرى الفتاة تصفع وتضرب بالنعال !

هذه الفتاة هي أختي وربما كان لها زوج أيضا ولكن من يبالي ؟

انهم يريدو اذابة العرق العربي تماما من هذا البلد !

أنظر لرودريجز الفحل وهو يجذبها الأن بعد انتهاء الشراء لداره

أتراني أتخيل أم تراها تتلفت حقيقة وتبحث عمن ينقذها ؟

****

وطفلةٍ مثل حسن الشمس إذ *** طلعت كأنـما هي ياقوتٌ ومرجان

يقـودها العـلج للمكروه مكرهةً ***  والعين باكيةٌ والقـلب حيران

****

تتلفت حولها وتنظر لطفل يبكي ويصرخ مناديا اسمها وهي تكفكف دمعتها

ويزدجرها لكزة هائلة من رودريجز ، وصفعة للطفل تخرسه فينشج في صمت

****

فـلو رأيت بكاهم عند بيعهم *** لهالك الأمر واستهوتك أحزان


يا ربَّ أمٍ وطفـلٍ حـيل بينهما *** كما تفـرّق أرواحٌ وأبدان

****


عرفت أنها أسرة تنتمي لبني الأحمر أي أنهم من أشراف العرب نسبا ، فأي مذلة أصابتهم

أنظر للزوج ومذلته ، فيجول في خاطري مرة أخرى أبيات أبي البقاء

****

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم *** واليوم هم في قيود الكفر عبدان

فـلو تراهم حيارى لا دليل لهم *** عليهم من ثياب الـذل ألوان

****


ألم ترنا حقا يا أبي البقاء ؟

لم تخبر بمصيبتنا ؟


ومضيت في حياتي وأتمنى حظا أفضل من هؤلاء

حتى جاء اليوم الأسود الذي عرفوا فيه ما جهدت نفسي لإخفاءه طوال حياتي


يـــتـــبـــع ,,,



لقراءة الجزء الأول ، تجده هنا : http://almenhag.blogspot.com/2014/01/last-morsiki-part1.html


لقراءة الجزء الثاني ، تجده هنا : http://almenhag.blogspot.com/2014/01/last-morsiki-part2.html


لقراءة الجزء الثالث ، تجده هنا : http://almenhag.blogspot.com/2014/01/last-morsiki-part3.html


لقراءة الجزء الرابع ، تجده هنا : http://almenhag.blogspot.com/2014/01/last-morsiki-part4.html



قصة لـ ( مروان عادل )

ضع إعلان أدسنس هنا يوصى بـ 368×280

0 comments:

Post a Comment