خطوات دعوية -17- شخصية الداعية إلى الله
الحمد لله الذي جعل أحسن القول في الدعوة إليه ، وجعل حسن الجزاء لمن دعا الناس إليه
والصلاة والسلام على خير الدعاة إليه سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبه نهجه وسار عـليه
نكمل إن شاء الله نشر موضوعات دورة " خطوات دعوية " لأمنا الفاضلة ( محبة الكتاب والسنة )
ونحن بصدد موضوع هااام جداً وهو شخصية الداعية إلى الله
ويندرج تحتها متطلبين وهما : مؤهلاته و أسلوبه
فلابد للداعية من مؤهلات ، ومنها :
1- تحصيل العلم الشرعي :
وذلك بالتفقه والتعلم وحضور المحاضرات والدروس النافعة ليكون عطاءه وفيراً غزيراً
2- أن يدرس السيرة النبوية :
العطرة بالتفصيل والتاريخ الإسلامي دراسة عميقة ليستطيع معالجة المشكلات التي يتعرض لها أثناء مسيرته
3- حفظ مايستطيع من القرآن الكريم : حتى يستشهد به أثناء دعوته
4- حفظ ما تيسر له من الحديث :
مما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة ولاسيما الأربعين النووية وعمدة الأحكام
5- تدبر قصص الأنبياء والصحابة والتابعين واستخلاص أهم العبر والعظات منها .
6- حضور المناظرات والمحاضرات الدعوية :
التي تهتم بدعوة الكفار والعصاة لكسب مهارات دعوية من الدعاة وهذه المهارات لاتكتسب إلا بشكل عملي
7- مخالطة المجتمع رغم مافيه من منكرات وسيئات :
وذلك ليأخذ الداعية فكرة عن أهم مشاكل أفراد المجتمع وهمومه فتكون دعوته قريبة من هموم أمته
وبذلك تكون رؤيته عميقة أكثر في حل هذه المشاكل
8- المواظبة على قيام الليل والدعاء والتضرع لله تعالى :
حتى لايطغى الرياء على دعوته ، فالدعوة عمل ظاهر وقيام الليل عمل خفي لايعلمه إلا الله تعالى
وحتى لايقع بشر الرياء وعواقبه يفزع لله تعالى ويحرص أن يكون عمله الخفي أكبر من عمله الظاهر
هذا إضافة إلى ان قيام الليل يعطي القوة والعون من الله تعالى على الصبر في الدعوة وتحمّل أعبائها
9- التوكل على الله تعالى :
وهي من أهم مؤهلات الداعية بأن يكون متوكلاً على الله تعالى يؤدي ماعليه ولاينتظر الأجر إلا من الله تعالى
فإن صلح المدعو حمد الله تعالى وأثنى عليه أنه منّ عليه بثواب هدايته
وإن لم يهتدي أحد على يديه يحمد الله تعالى و يحتسب اجره لله تعالى ولا ييأس ولايحزن
فبكلا الحالتين هو مأجور بإذن الله وليتذكر قصة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام
وليعتبر منها وليواصل في مسيرته وليبتغي الثواب من الله تعالى
أما الأسلوب فعليه :
1- التودد والتحبب إلى المدعو إن كانت الدعوة فردية
أما إن كانت الدعوة جماعية فنستخدم أسلوب المباسطة مع الحضور
وذلك لفتح قلوبهم وأذهانهم لاستقبال المعلومات من الداعية
2- إيقاظ بذور الإيمان النائمة في نفس المدعو وذلك من خلال ذكر أمور نجدها بين أيدينا
ونذكر من خلالها فضل الله تعالى علينا فإن كانت الشابة جميلة نذكّرها من خلال ما وهبها الله تعالى من جمال
إن كانت ذكية نذكرها من خلال ما أعطاها من ذكاء ، إن كان بالقرب منا زهرة أو كأس ماء غصنا بما فيهم
من معجزات وربطنا هذه المخلوقات بالخالق وبعظمته سبحانه وتعالى وإبداعه وعطائه وجميل صنعه
يعني نستخدم أسلوب الربط .. ربط المخلوق بعظمة الخالق
3- نستخدم أسلوب الحوار والنقاش من خلال التفكر بآيات الله تعالى من خلال خلقه
فنحاول أن نفتح باب النقاش مثلاً : بأن نتصور انفسنا لوخلقنا الله تعالى من غير نعمة البصر أو الكلام
أو من غير نعمة مسك الأشياء ، لدينا أيدي لكن لم يعلمنا كيف نمسك الأشياء ...
وهكذا نبدأ من أبسط الأمور التي ألِفناها في حياتنا
ومنها ننطلق في تفكيرنا بعطاء الله تعالى لنا ونعيمه الذي لايعد ولايحصى
4- ندعو المدعو إلى الدعاء بأن يدفع الله تعالى عنا عذاب النار فهو يعطينا ونحن نعصيه
هو يكرمنا ونحن نشرك به ونقدم طاعة أهوائنا وشهواتنا على طاعته ..
نحاول أن نستخدم أسلوب المقارنة بين أفعال الخالق مع العباد وكيف أعمال العباد مع خالقهم
فيكبر الخالق في نفس المدعو ويصغر شأنه ومكانته أمام نفسه فيستعظم ذنبه ومعصيته ..
نحتاج هنا في هذه المرحلة أن نفتح أمام المدعو باباً من أبواب التوبة
نحاول أن نشعره أنه مذنب أمام فضل الله تعالى عليه ..
وبذلك نكون : عرفناه بالله تعالى
حاولنا أن يحب الله تعالى من خلال نعمائه
ويستعظم ذنبه ويستصغر شأنه ( شأن المدعو )
5- مرحلة نقدم فيها يد العون والمساعدة بتعليم المدعو كيفية التوبة إلى الله تعالى
وذلك من خلال شعوره بالندم على ماضيه والعزم على تركه وهجرته والبداية بميلاد جديد تأريخه يبدأ بالطاعات
والعبادات والتقرب إلى الله تعالى فيبدأ بالشعور بلذة وحلاوة العبادات والقرب من جنب الله تعالى
6- بعد أن توسعنا في تعريف المدعو بالله تعالى ويكون هذا عن طريق جلسات متتابعة
ومن خلال العلم بخلق الله نبدأ بمرحلة جديدة (( بعدما وجدنا التجاوب منه ))
وهي مرحلة معرفة أول معنى من معاني ( لااله إلا الله ) التوحيد ، توحيد العبودية
( وقد أسلفنا عن بشرح موجز ...)
ونبدأ من خلال هذا المعنى ذكر ماهو ( المدعو )
مقصّر به من عبادات ....صلاة ، صيام ، حج ، حجاب ، صدقات ، طلب العلم ، اخلاقيات .... إلخ
7- توضيح للمدعو أن ديننا ليس فقط عبادات وطاعات إنما هو دين جماعي فهو نظام حياة وأحكام وتشريع
فعلينا واجبات عديدة تجاه أهلنا وأبنائنا وجيراننا ومن حولنا ..
فالاسلام دين عقيدة وعبادات وأخلاق ومعاملات لاتنفصل واحدة دون الأخرى البتة .
والله أعلم ...
0 comments:
Post a Comment