أين نحن من نصرة إخواننا في بورما ؟!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :
فإن القلب ليتحسر لما يحدث لإخواننا في ولاية أراكان الواقعة في غرب بورما من إبادة جماعية للمسلمين
على أيدي شرذمة من بوذيين كفرة فجرة ظهروا على المسلمين فلم يرقبوا فيهم إلا ولا ذمة
وهذا هو دأب الكفار في كل زمان ومكان فحدث ولا حرج من قتل وتشريد وتعذيب وإحراق
وحدث ولا حرج من انتهاك الحرمات وسلب أموال
وحدث ولا حرج من مذابح لم يسلم منها الشيخ الكبير ولا الطفل الصغير ولا العجائز ولا النساء
وحدث ولا حرج من حصد الرقاب وقطع الأعناق
وحدث ولا حرج من دماء مسلمي بورما التي سقت وأغرقت شوارع أراكان
وحدث ولا حرج من جثث بالمئات لمسلمي بورما تلقى كل يوم على قارعة الطرق في أراكان
وحدث ولا حرج نساء مسلمي بورما تنتهك أعراضهن ثم يقتلن قتلا بشعا
وحدث ولا حرج مساجد إخواننا في بورما تهدم ودعاتهم وعلمائهم يذبحون وأطفالهم ورجالهم يحرقون
وحدث ولا حرج من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها
أيها المسلمون :
يعجز القلم عن وصف هذه المذابح والمجازر والإبادة الجماعية فمهما أصور
فحال إخواننا في بورما أشد وأبشع مما أصور فصورهم تتقطع لها القلوب وتبكي لها العيون
أفيقوا أيها المسلمون : إن مسلمي بورما يبادون وسط تعتيم إعلامي وصمت دولي
أفيقوا أيها المسلمون : إن مسلمي بورما يستغيثون بإخوانهم فلا يجدون مغيثًا
أفيقوا أيها المسلمون : إن مسلمي بورما يستصرخون بإخوانهم فلا يسمعون مجيبًا
لا تقل ذرني وشأني فنصرة إخواننا في بورما واجب شرعي فقد قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾
والإخوة تقتضي النصرة والحب للآخرين ما نحبه لأنفسنا والكره للآخرين ما نكره لأنفسنا
والكل يحب أن يعيش في أمن وأمان واستقرار
ولا أحد يرضى أن يقتل أهله أو يشردوا أو ينتهك عرضه أو يذبح ابنه أو يحرق أبوه
وقال تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾
أي : إن استنصروكم في الدين وطلبوا إليكم أن تمدوا إليهم يد المساعدة لهم على أعدائهم بقدر الطاقة فانصروهم
قال الشيخ أبو زهرة :
في شأن استنصار المسلم بأخيه المسلم عند قوله تعالى : ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ :
« إن هذه ولاية الإيمان وهي توجب النصرة على أساس أن المؤمنين جميعا إخوة
كما قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾
فحيثما كان المؤمن فهو في ولاية المؤمنين مهما تختلف الديار ، وتتباعد الأقطار ، ولذلك إذا استنصر المؤمن
أي طلب النصر - وجبت نصرته ، فالسين والتاء للطلب أي طلب النصرة في دفع عدوٍّ دَاهِم أو في حرب عادلة
ولذا قال تعالى : ﴿ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ والاستجابة لطلبه »
وإخواننا في بورما قد استنصرونا في الدين ، وطلبوا النُصْرَة ، يستغيثون كل يوم :
يا مسلمون انصرونا فنحن إخوانكم في الدين ،،،
قد سامنا البوذيين سوء العذاب لقد انتهكوا أعراضنا ، وقتلوا رجالنا ، وذبحوا أطفالنا وهدموا مساجدنا وبيوتنا
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
« مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفهم مَثَلُ الجسد
إذا اشتكى منه عضو، تَدَاعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى »
فالأخوة ليست مجرد عاطفة وقول باللسان بل الأخوة عقد تكافل وتعاون ونصرة ومواساة وتراحم ومودة
فعلى جميع المسلمين مشاركة بعضهم في الأفراح والأحزان والمصائب والمحن والشدائد
وهذا من حق المسلم على أخيه فالجسد المسلم كلّ لا يتجزأ؛ يتألم جميعًا ، وينعم جميعًا
فأين مواساة أهل بورما فيما هم فيه ؟!!
وأين نصرة أهل بورما على عدوهم البوذي الكافر ؟!!
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
« المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ
وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ »
وإخواننا في بورما في ظلم وقهر واضطهاد
فهل من دافع للظلم والقهر وهل من معين على الغلبة على عدوهم ؟
إخواننا في بورما في أشد الكرب فهل من مفرج ؟
إخواننا في بورما في أمس الحاجة لدعائنا ومناصرتنا فهل من داعي وهل من ناصر ؟
قال ابن رجب في شأن إخوة الإسلام :
« فَإِذَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةً ، أُمِرُوا فِيمَا بَيْنَهُمَا بِمَا يُوجِبُ تَآلُفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَهَا
وَنُهُوا عَمَّا يُوجِبُ تَنَافُرَ الْقُلُوبِ وَاخْتِلَافَهَا ، وَهَذَا مِنْ ذَلِكَ . وأَيْضًا فَإِنَّ الْأَخَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُوصِلَ لِأَخِيهِ النَّفْعَ
ويَكُفَّ عَنْهُ الضَّرَرَ ، وَمِنْ أَعْظَمِ الضُّرِّ الَّذِي يَجِبُ كَفُّهُ عَنِ الْأَخِ الْمُسْلِمِ الظُّلْمُ »
وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا »
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟
قَالَ : « تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ »
وهذا الحديث واضح صريح في وجوب نصرة المسلم ، والنصرة عند العرب : الإعانة والتأييد
وإخواننا في بورما مظلمون مضطهدون بين قتيل وجريح ومنتهك عرضه ومهدم بيته فهل من ناصر لهم ؟
أخوتاه وبعد بيان وجوب نصرة إخواننا في بورما
نأتي لبيان كيفية نصرة إخواننا في بورما ولله الحمد هناك الكثير من الطرق لنصرة إخواننا في بورما منها :
التضرع بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لنصرة إخواننا في بورما والانتقام ممن ظلمهم
وهو أهم وسيلة لنصرة إخواننا إذ الدعاء يعمل ما تعجز عنه القذائف والصواريخ خاصة مع تحرى الأوقات
التي هي مظنة إجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وأدبار الصلوات الخمس وعند الأذان
وبين الأذان والإقامة ، ويوم الجمعة ، ويوم عرفة ، وحال نزول المطر ، وحال السجود ، وغير ذلك .
ومن الطرق أيضا نشر قضية مسلمي بورما بين الأمم والشعوب وفضح جرائم البوذيين
وتعريف العالم بما يقع علي إخواننا في بورما من ظلم واضطهاد ، ولا تقل لا استطيع نشر قضيتهم
بل تستطيع وكل ينشر قضيتهم ومعاناتهم حسب استطاعته وطاقته ووسعه ، فالإعلامي ينشر قضيتهم عبر الإعلام
والصحفي عبر الصحف والخطيب عبر المنابر والشاعر عبر القصائد والكاتب عبر الأقلام
والأستاذ الجامعي عبر حديثه مع طلابه والأستاذ في المدرسة عبر حديثه مع تلاميذه
والوالد عبر حديثه مع أولاده وهكذا والناشر عليه أن يتفاعل مع ما ينشره حتى يكون مؤثرا في الناس
فيخرج الكلام من قلبه فيصل لقلوب غيره
ومن الطرق أيضا حث المسلمين في كل مكان على نصرة إخواننا في بورما بكل ما يستطيعون ماليًا وبدنيًا
وفكريًا وإعلاميًا وجمع التبرعات لهم عن طريق المنظمات والنقابات والمساجد والجمعيات الخيرية وغير ذلك
لتوفير الطعام والشراب والكساء والدواء فالكل يعلم حاجة إخواننا للمال والطعام والغذاء والكسوة والدواء
ومن لم يستطع أن يقدم شيئا فلا أقل من الدعاء
ومن الطرق أيضا تعميق عقيدة ولاء المسلم للمسلم وانتمائه لإخوانه المؤمنين
والاهتمام بأحوالهم إذ المسلم أخو المسلم في أي بقعة كانت
ويجب على الجميع كل حسب طاقته المناداة بوجوب حقن دماء إخواننا في بورما وأن يقف هذا الاضطهاد
وأخيراً ،،
يحرو بنا أن نذكِر المسلمين أن من أعظم أسباب نصرة إخواننا المسلمين في بورما وفي كل مكان
أن ننصر الله في بيوتنا وأن نتقي الله وألا نعصي الله فقد تكون معاصينا سببا في تأخير النصر عن إخواننا
أخوتي إني داعي فأمنوا :
اللهم انصر إخواننا في بورما
اللهم ثبت إخواننا في بورما
اللهم أيد إخواننا في بورما
اللهم يا مرسل السحاب يا هازم الأحزاب يا من عزّ جاره وجل ثناؤه وتقدست أسماؤه
انصر إخواننا في بورما وفي كل مكان
اللهم كن لهم معينا ونصيرا حين قل المعين وعز النصير
اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوة المسلمين ، وقلة حيلة المستضعفين في بورما وهوانهم على البوذيين
يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين في بورما وأنت ربنا إلى من تكل إخواننا
إلى بعيد يتجهمهم أم إلى عدو ملكته أمرهم
اللهم لا نصير لهم إلا أنت ، فقد خذلهم العالم كله وأُسلموهم إلى عدوهم فلا تخذلهم
اللهم نصرك الذي وعدت اللهم نصرك الذي وعدت
-------------------------------------------------------
مقال للدكتور \ ربيع أحمد
ولتحميل المقال :
0 comments:
Post a Comment