خطوات دعوية -7- فوائد من سورة العصر ج1
لنتابع الآن التسلسل الذي ذكر في سورة العصر والذي يبدأ بالإيمان بالله تعالى وينتهي بالدعوة إلى الله تعالى
قال تعالى :
( والعصر . إن الإنسان لفي خُسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
هذه السورة كما نعلم مكية وهي تحتوي على أصول الإسلام الكبرى ودستور الحياة الذي يرضي الله سبحانه وتعالى
وفيها منهج تطبيقي للوصول إلى الدعوة إلى الله تعالى من خلال أهم أصل من أصولها وهو التوحيد
فيُقسم المولى سبحانه وتعالى بالعصر وهو الدهر أو الزمان وهوالقسم
وجوابه إن الإنسان لفي خُسر وقد أقسم الله تعالى بالدهر لاشتماله على تقلباته من ليل ونهار وظلام ونهار
وتبدل للعصور والأحوال والمصالح بين الناس
فالدهر هو أكثر مايشغل بال الناس المؤمنون والكفار وهو الذي تدور به موازين أعمالهم ..
فمنهم من يغتنمه بمايرضي الله تعالى فيرتفع ويرقى
ومنهم من يضيعه بارتكاب المنكرات فينخفض ويخسر الخسران الكبير
وقد جاءت ( خُسر ) نكرة للتعظيم في الضياع والهلاك ،،
فالدهر أو الزمان هو دلالة وبينة على وجود الله تعالى وعلى توحيده وكمال قدرته
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتسبّوا الدهر فإن الله هو الدهر ) صحيح مسلم
ومن العلماء من فسَّر العصر بوقت العصر لأهـمية هذا الوقت ومافيه من فضل ففيه الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر
فعلى الانسان أن يشتغل بتجارة لاخسارة فيها البتة وهذه التجارة التي يتاجر بها في الليل والنهار
أي على مدار الزمن فلا يضيع هذا الوقت الذي به المرء يمتحن
وهذا الخطاب يشمل الإنسان على وجه الخصوص من بين الكائنات الحية وعلى وجه العموم من باب الإنسانية جمعاء
فلنحذر وننتبه إلى الخطاب ،،،
إن الإنسان لفي نقصان إلا الذين جمعوا بين ثلاثة الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح و الدعوة إلى الله تعالى
ولاتجمع هذه الثلاثة إلا بالصبر و العزيمة
فكلما كـَبـٌرَت القاعدة الإيمانية كبرالعمل الصالح وكبرت الدعوة إلى الله تعالى
لذلك من كانت قاعدته الإيمانية صغيرة كان حجم العمل الصالح صغير
وبالتالي نطاق عمله الدعوي ضيق والعكس صحيح
والإيمان هو : التصديق : فهو الاعتقاد وعمل بالقلب واللسان والجوارح
قال الحسن البصري :
ليس الإيمان بالتمني ولابالتحلي ولكنه ماوقر في القلب وصدّقه العمل
التصديق :
هو الإذعان لماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الدين والالتزام بأحكام الدين والتبرؤ من كل دين سواه
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )
هذه الخطوات نتبعها من خلال آيات الله سبحانه وتعالى نتعلم منها التدرّج في الدعوة وفي طلب العلم أيضاً
وقال تعالى :
( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )
عمل القلب :
الخوف من الله تعالى ، الإنابة إليه والتوكل على الله تعالى
عمل اللسان :
نطق الشهادتين والتسبيح والاستغفار والدعوة إليه سبحانه وتعالى
عمل الجوارح :
الجوارح هي أعضاء الجسم : كإقامة الأركان والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس والصبر والصدقات
الاسلام : هو الاستسلام المطلق لله تعالى والامتثال والانقياد لله تعالى والانقياد لله لايكون إلا بالظاهر والباطن
الايمان : تصديق وموافقة وموالاة لله تعالى، الاسلام: موالاة وانقياد لله تعالى
من هنا نخلص إلى أن الإسلام جزء من الإيمان :
فكل مؤمن صادق هو مسلم حق الإسلام ،،لكن ليس بالضرورة كل مسلم هو مؤمن
ممكن يكون منافق يظهر الإيمان ويخفي الكفر وممكن يكون مشرك قد أشرك في إيمانه مع الله
فالإيمان ينبعث من الباطن إلى الظاهر ( الجوارح ) أما الإسلام فهو يجري من الجوارح إلى الباطن ( القلب )
والمؤمن المسلم
هو الذي صدّق بقلبه وإنقاد بجوارحه ، صدّق بقلبه هوالإيمان - إنقاد بجوارحه هو الإسلام والاستسلام لله تعالى
إنتهى ،،،
--------------------------------------------------------
قراءة الموضوع التــالى : > > > فوائد من سورة العصر ج2
0 comments:
Post a Comment