قبل رمضان ...
إن الأفراد والأمم لمحتاجون لفترات من الراحة والصفاء
لتجديد معالم الإيمان وإصلاح ما فسد من أحوال ، وعلاج ما جد من أدواء ...
وشهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي يحتاجها الإنسان لتجديد إيمانه وإصلاح قلبه
وتنظيفه مما فيه من أمراض ؛ إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة
بل يتطلع إليها كل فردٍ في المجتمع .
إن الناظر في واقع الناس اليوم إزاء استقبال هذا الشهر الكريم يجدهم أصنافاً .
فمنهم : من لا يرى فيه أكثر من حرمانٍ لا داعي له
ومنهم : من لا يرى فيه إلا جوعاً لا تتحمله البطون ، وعطشاً لا تقوى عليه العروق
ومنهم : من يرى فيه موسماً سنوياً للموائد الزاخرة باللذيذ المستطاب من الطعام والشراب
وفرصة سانحة للسمر والسهر واللهو إلى بزوغ الفجر .
ومنهم : من يراه شهرًا للمسلسلات والأفلام ولعب الكرة .
ومنهم – ولله الحمد والمنة - : من يراه شهرًا رُوحانيًا يجدد فيه إيمانه ، ويصلح فيه قلبه
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ))
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم :
(( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ))
إذن هو فرصة لإصلاح النفس والقلب وإصلاح الفرد والمجتمع .
إخوتي الكرام ...
فكيف يستقبل المسلم شهر رمضان هذا الشهر المبارك ، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك !!
فقال صلى الله عليه وسلم – كما في مسند أحمد وغيره : (( قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ )) .
أولًا : نستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور والسعادة لقدومه .
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بهذا الشهر الكريم فيقول صلى الله عليه وسلم :
(( قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ
وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا ، فَقَدْ حُرِمَ )) .
ثانيًا : نستقبله بالتوبة من الذنوب
فالله عز وجل هو التواب الرحيم ، وقد أمر سبحانه وتعالى عباده بالتوبة فقال :
( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ
وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ( التحريم : 8 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة )) .
وفي صحيح البخاري ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
« وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » .
وفي صحيح مسلم : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ » .
ثالثًا : استشعار عظمة الصيام ، وأنه سبب لمغفرة الذنوب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .
رابعًا : استشعار عظمة القيام ، وأنه أيضًا سبب لمغفرة الذنوب
كما قال صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه )) .
خامسًا : حفظ اللسان وبقية الجوارح عن الحرام
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا :
(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا )) .
سادسًا : نستقبل شهر رمضان بحسن الخُلُق مع الناس
فعند الترمذي وغيره وحسنه الألباني، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا )) .
وفي مسند أحمد وغيره ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ )) .
نسأل الله عزوجل ان يبلغنا وإياكم شهر رمضان وأن يعيينا على قيامه وصيامه على الوجه الذي يرضاه ..
0 comments:
Post a Comment